في عالم يهيمن عليه عمالقة ألعاب MMORPG مثل World of Warcraft وFinal Fantasy XIV، تأتي Project: Gorgon كتحفة مستقلة صغيرة لكن جريئة. منذ سنوات طويلة واللعبة قيد التطوير دون إطلاق رسمي، ومع ذلك نجحت في بناء سمعة قوية كلعبة “كالت” لعشاق التجارب المختلفة. في أغسطس 2025، عادت اللعبة للأضواء مع مراجعات جديدة أكدت أنها ما تزال فريدة من نوعها، بفضل غرابتها وتصميمها الذي يكافئ الفضول أكثر من اتباع الخطوط التقليدية.
أسلوب اللعب – حرية بلا قيود
أساس اللعبة يقوم على نظام المهارات المفتوحة. لا توجد فئات تقليدية (Class) مثل المحارب أو الساحر، بل هناك عشرات المهارات التي يمكن تطويرها بشكل مستقل. يمكنك تعلم القتال بالسيوف، علم النفس (Psychology) لاستخدام التأثيرات النفسية، وحتى مهارات غريبة مثل Dying التي ترتبط بتجارب الموت وتمنح قدرات مرتبطة بالـ Necromancy.
كل مهارة تعطي قدرات خاصة، ومكافآت مختلفة، ما يخلق عمقًا هائلًا ويجعل كل لاعب يعيش تجربة مختلفة. هذا النظام يكسر الملل التقليدي ويجعل الاستكشاف هدفًا بحد ذاته.
عوالم غريبة ومليئة بالمفاجآت
أحد أبرز معالم Project: Gorgon هو تصميم عوالمها المليئة بالتفاصيل غير التقليدية. عند دخول مدينة Serbule، يستقبلك مشهد تماثيل أيادٍ عملاقة خارجة من الأرض، ثم تجد نفسك أمام بائعين، ألغاز، مسابقات رياضية مثل سباقات الأحصنة، وحتى مقر سري لجواسيس الـ Mantis الذين يرتدون قبعات أنيقة ويسعون لسرقة السجاد من البشر!
هذا الطابع الكوميدي الغريب هو ما يميز اللعبة. فهي لا تخشى المزج بين الجدية والعبثية، ما يجعل كل رحلة استكشاف تجربة جديدة وغير متوقعة.
المجتمع والأنشطة الاجتماعية
اللعبة ليست مجرد مغامرات فردية، بل مجتمع نابض بالحياة. في Serbule على سبيل المثال، يمكن للاعبين:
- زراعة الحدائق.
- بيع وشراء عبر نظام البائعين.
- حضور فعاليات مثل مسابقات الشعر (Poetry Slams).
- العزف والرقص للحصول على مهارات اجتماعية جديدة.
كما أن التفاعل الاجتماعي له أثر مباشر على أسلوب اللعب. التواجد قرب لاعبين آخرين يمنحك Buff الصداقة، بينما الابتعاد لفترات طويلة قد يسبب Debuff الوحدة. هذا يخلق بيئة مشجعة على التعاون والتواجد المستمر داخل العالم.
نظام القتال – خليط مبتكر
رغم أن القتال قد لا يبدو سلسًا أو بصريًا كالألعاب الحديثة، إلا أنه يعتمد على فكرة مبتكرة: دمج نوعين من القتال معًا. يمكنك مثلًا استخدام السيوف إلى جانب علم النفس، أو المزج بين Necromancy ومهارات أخرى. هذا يمنح حرية تكتيكية كبيرة، ويتيح لك بناء أسلوب لعب خاص بك.
كما أن الموت لا يعني النهاية. بدلًا من ذلك، هناك قوة غامضة تعيدك للحياة مع مكافآت أو لعنة معينة، وأحيانًا مع فرص لتطوير مهارات مرتبطة بالموت ذاته.
منحنى تعلم صعب لكنه مجزٍ
اللعبة ليست سهلة على المبتدئين. فهناك عشرات الأنظمة المترابطة، من الأكل الذي يمنحك نقاط صحة ودروع، إلى المهارات التي تكتسبها بطرق غير مباشرة. لكنها تكافئ من يملك الصبر والفضول. الاستكشاف، الفضول، والتجريب هم مفاتيح النجاح هنا، وليس اتباع مهام خطية.
أحدث التحديثات في 2025
في يونيو الماضي، حصلت Project: Gorgon على تحديث تقني مهم نقلها إلى محرك Unity 6، ما منحها تحسينات رسومية وأداء أفضل. التحديث أضاف أيضًا محتوى جديد مثل ألغاز في منطقة Rahu، مهام إضافية من شخصية Furlak، وتحسينات بصرية في مناطق Serbule وKur وPovus Caves.
كما يعمل الفريق حاليًا على إطلاق المدينة الجديدة Statehelm، والتي من المتوقع أن تكون واحدة من أكبر المناطق في اللعبة عند إصدارها قريبًا.
أما في أغسطس 2025، فقد أثارت المراجعة الأخيرة للعبة اهتمامًا جديدًا، حيث ركزت على طبيعتها الغريبة، ووصفتها بأنها ليست لعبة يمكن تجربتها بشكل عابر، بل تحتاج إلى التزام حقيقي وانغماس كامل لفهمها والاستمتاع بها.
الخلاصة
Project: Gorgon ليست لعبة للجميع. قد يجدها البعض معقدة أو غريبة أكثر من اللازم، لكنها بالضبط ما يبحث عنه اللاعبون الذين سئموا من القوالب التقليدية في ألعاب MMORPG. عالم مليء بالغرابة، مهارات لا حصر لها، مجتمع نشط، ونظام يكافئ الفضول والاكتشاف.
في عام 2025، ومع التحديثات المستمرة والمراجعات الإيجابية، تظل Project: Gorgon واحدة من أكثر التجارب المستقلة تميزًا في عالم الألعاب، وتستحق التجربة لكل من يبحث عن مغامرة غير مألوفة.
